د. عز الدين الكومي
كاتب مصري
عجبت لهؤلاء الصهاينة الذين لم ينجحوا حتى الآن في تحقيق أي من أهدافهم المعلنة في حربهم على غزة رغم مرور ثلاثة أشهر .. أن يتحدثوا عن مستقبل غزة ومن سيحكمه ؟؟!!
فهاهم حتى الآن لم يتمكنوا من تحرير أسراهم ، ولم يغتالوا أحداً من قادة حماس في غزة ، وعجزوا حتى عن معرفة الأنفاق عدا الأنفاق التي تركتها لهم حماس كمصيدة فئران !!.
وها هي الأخبار تترى عن تدمير دبابات الميركافا ومدرعات النمر والجرافات ، فضلاً عن استدراج الجنود الصهاينة وقتلهم أو قنصهم وإرسالهم إلى الجحيم .
هؤلاء الفاشلون يتحدثون بكل بجاحة عن مستقبل غزة ومن سيحكم غزة بعد وقف الحرب؟! فمن قائل يقول: أن الأمر سيسند لعباس وسلطة أوسلو “الفاشلة” ، وآخر يقول: أن كلمة السر في محمد دحلان ، وهو الذي يتحرق شوقاً للعودة لغزة على ظهر دبابة صهيونية بعد أن خرج منها مذموماً مدحوراً على يد المقاومة ، وثالث يقول : يسلم حكم غزة للعشائر الغزاوية تقوم بإدارة القطاع دون الارتباط بحركة حماس .. إلخ.
فتصريحات نتنياهو وحكومته ومن ورائه الخرف بايدن.. لا تعدو عن كونها مجرد أحلام يقظة.
فعلى فرض أن الكيان الصهيوني قادر على تحقيق نصر في غزة – وهو ما يكذبه الواقع وسير المعارك على الأرض-فلا يمكن للمقاومة أن تتوقف حتى لو فكر نتنياهو في إعادة احتلال غزة.
وقد شارك نتنياهو في تخاريفه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي المتصهين “جون كيربي” الذي أعلن أن حركة حماس لا يمكن أن تكون جزءا من المستقبل في قطاع غزة ، والمشاورات جارية بشأن شكل الحكم هناك.
وكم سمعنا هذه التصريحات من قبل عن طالبان وأنها لن تكون شريكا في حكم أفغانستان ، ثم هزمت طالبان أمريكا وحكمت أفغانستان بمفردها ، وهذا ما نتوقعه في غزة بإذن الله ، فهذه التصريحات ما هي إلا جعجعات بدون طحن!!.
وإذا أصر نتنياهو على الاستمرار في الحرب على غزة فسوف يؤدي هذا إلى تفكك الائتلاف الحاكم، والذهاب إلى انتخابات جديدة ، وبالطبع لن يفوز فيها نتنياهو بأي حال من الأحول أو يقبل بتشكيل حكومة جديدة مع “المعارضة” وبشروط المعارضة وليس بشروط نتنياهو، وهو ما يمهد لأن يقوم “اليمين الجديد” للنزول إلى الشارع أو “التمرّد” على هذه الحكومة، وهو ما يعنى اشتعال حرب أهلية داخل الكيان المنهزم وخلط كافة الأوراق وهجرة العديد من الصهاينة للعيش في أوربا وأمريكا بحثاً عن الأمن المفقود الذى طالما وعدو به !! .
وها هو الصحفي الأمريكي “توماس فريدمان” يطالب الخرف “جو بايدن” بإجبار إسرائيل على الانسحاب من غزة.. لأن القضاء على حماس مستحيل !! .
كما حذر “توماس فريدمان” قيادة الكيان الصهيوني من “التيه في أنفاق حركة حماس”.
وما كان ل “توماس فريدمان” يقدم تحذيراته للكيان الصهيوني اللقيط إلا بعد تأكده من هزيمة الكيان الصهيوني واستنزافه ، وهو ما اضطَّر الكيان إلى الكذب وإخفاء خسائره الحقيقية التي يقدرها الخبراء العسكريون بعشرة أضعاف ما يتم الإعلان عنه.
وكيف لهؤلاء الفاشلين في اجتماعاتهم أن يتفقوا على كلمة سواء في مجلس حربهم – حيث الاختلاف والصراخ والتهديدات والألفاظ النابية والخلاف حول تشكيل لجنة التحقيق فضلاً عن الفشل العام في غزة والهزيمة يوم السابع من أكتوبر – أن يتحدثوا عن حكم غزة مستقبلاً ؟؟!! .
أما عن مظاهر كذبهم وتضارب تصريحاتهم واختلاف قلوبهم فحدث ولاحرج .
فمن ذلك ما نشرته صحيفة “يديعوت احرنوت” عن إصابة 12500 جندي إسرائيلي بإعاقات دائمة منذ بدء الحرب على غزة حسب توقعات تقديرية لوزارة الدفاع الصهيونية التي أعلنت بأن عدد الجنود المصابين بإعاقات، في الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي، قد تصل إلى 12 ألفا و500 جندي.
فأصبح الجيش الذى لا يقهر مجرد جيش من المعاقين والمرضى النفسيين.
أمّا عن قطاع الصحة النفسية فإن عشرات الأطباء النفسيين في دولة الاحتلال غادروا إلى بريطانيا، في الوقت الذى يواجه فيه نظام الصحة العقلية في الكيان الصهيوني الانهيار بسبب استمرار الحرب على قطاع غزة، وتزايد الإصابات النفسية والانهيارات العصبية بين الجنود.
أما صحيفة “هآرتس” العبرية فقد قالت : إن هجرة الأدمغة هروب من عبء العمل المتزايد، وبسبب الشعور بأن الوضع سوف يزداد سوءًا، حيث لا تزال خطة وزارة الصحة لإصلاح النظام تنتظر موافقة التمويل من الخزانة ، وأن مجموعة من مدراء مستشفيات الصحة العقلية ضمن “منتدى مديري مستشفيات الأمراض النفسية” بعثت برسالة إلى مراقب “الدولة” وهيئة التفتيش طالبوا خلالها بإعلان حالة الطوارئ جراء تدهور كبير في الصحة العقلية للإسرائيليين!!
وتأتي هذه الرسالة بسبب انتشار الأمراض النفسية منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي وصلت للجنود الصهاينة، ما دفع بعضهم إلى القيام بإطلاق النار على زملائه.
وأن أحداث “طوفان الأقصى” ستضيف لمن يحتاجون إلى العلاج النفسي 300 ألف شخص جديد، أما مَن سيعودون من القتال في غزة، فلا يعرف حتى الآن كم منهم يعاني من مشاكل نفسية.
حركة “حماس” بدورها أكدت أن إدارة قطاع غزة شأن فلسطيني خاص ، مؤكدة عدم نجاح أي قوة على الأرض في تغيير الواقع أو فرض إرادتها.
الكيان مأزوم ونتنياهو مأزوم والمقاومة فضحت جيش الصهاينة وأظهرته على حقيقته بأنه مجرد دعاية كاذبة وأن دباباته ومدرعاته مثله تماماً دعاية كاذبة!