جنوب إفريقيا” تدافع عن غزة وجامعة ” أبوالغيط” في سبات عميق”!!

د. عز الدين الكومي

كاتب مصري

في العدوان الصهيوني الغاشم على غزة .. لم تكتف دولة جنوب أفريقيا بالإدانة والشجب والاستنكار – الذي عجزت حتى عنه الدول العربية فلم تستنكر ولم تشجب !!! – لكنها اتخذت موقفا قويا يحسب لها ، حيث قامت بتقديم طلب إلى محكمة العدل الدولية تتهم فيه الكيان الصهيوني بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى في قطاع غزة .
إنها خطوة استثنائية قامت بها جنوب أفريقيا ، وكان الأولى أن تقوم بها الدول العربية والإسلامية ، لكن للأسف الشديد فإن حالة الغثائية التي تعيشها الأمة اليوم وصلت لحد الجبن والخور والعجز والهوان ، فلم نر دولة عربية من دول الطوق أو محور المقاومة أو دول الصمود والتصدي ومؤتمر اللاءات الثلاثة .. إلخ تتقدم بهذه الدعوى ضد الكيان الصهيوني اللقيط ، لكنها اكتفت بالصمت والمشاهدة لما يحدث فى غزة.
فقد قال المتحدث الرسمي باسم وزارة العلاقات الدولية في جنوب أفريقيا “كلايسون مونيلا” : “إن محكمة العدل الدولية حددت يوم 11 يناير الجاري لعقد الجلسة الأولى للنظر بطلب محاكمة «إسرائيل» بتهمة ارتكاب إبـادة جماعية في حـربـها على غزة.
وعلى طريقة أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي .. فقد أعلنت الخارجية التركية دعمها لدعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية التي تتهم إسرائيل بممارسة الإبـادة الجماعية في غزة.
أما صحيفة يديعوت أحرونوت فقد عملت بطريقة “خير وسيلة للدفاع الهجوم” فقالت : “إن إسرائيل تدرس رفع دعوى مضادة في محكمة العدل الدولية ضد جنوب إفريقيا وإيران وحركة حماس” .
فهذه الخطوة تأتي ردّاً على الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا تتهم فيها الكيان الصهيوني بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة.
أما على المستوى الرسمي وفي خطوة غير مسبوقة قررت دولة الكيان الصهيوني المثول أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا .
فالمعروف عن الكيان الصهيوني هو عدم الإكتراث بالقرارات الدولية منذ نشأته فى عام 1948.
وقد قال رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني”تساحي هانغبي” معلقا على ذلك لصحيفة “يديعوت أحرونوت”: “إسرائيل موقعة على اتفاقية مناهضة الإبادة الجماعية منذ عقود، وبالتأكيد لن نقاطع المناقشة، سنشارك فيها وسنصد الطلب السخيف”.
ونقلت صحيفة “هآرتس”أن المؤسسة الأمنية والنيابة العامة في إسرائيل تخشيان أن تنسب محكمة العدل الدولية لإسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة”.
كما أن أحد كبار الخبراء القانونيين الذين يتعاملون مع القضية حذر قادة الجيش من خطر إصدار أمر من محكمة العدل الدولية بوقف إطلاق النار.
وأن حقوقيين صهاينة لفتوا إلى وجود مخاوف في تل أبيب من إدانتها بارتكاب إبادة جماعية في غزة، بعد تقديم جنوب أفريقيا شكوى ضدها بهذا الخصوص الأسبوع الماضي.
وكذلك فإن المؤسسة الأمنية ومكتب المدعي العام الإسرائيلي يشعرون بالقلق من أن محكمة العدل الدولية في لاهاي ستتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، وذلك بناء على طلب جنوب أفريقيا، التي قدمت التماسا إلى المحكمة نهاية الأسبوع”.
ونقلت الصحيفة عن خبير القانون الدولي بجامعة تل أبيب البروفيسور إلياف ليبليتش “أن جنوب أفريقيا تقدم ادعاءين رئيسيين: أن إسرائيل لا تعمل على منع التصريحات التي تدعو إلى الإبادة الجماعية، وأنها ترتكب أعمالا تشكل إبادة جماعية ، وأن هذه أمور قاسية جدا جدا على آذان الإسرائيليين، ولكن يجب عدم تجاهل تأثيرها، وبالتالي يجب الرد على هذه الادعاءات بشكل جدي”.
من جهتها، اعتبرت “شيلي أفيف يني” خبيرة القانون الدولي بجامعة حيفا، أنه ينبغي عدم الاستخفاف بشكوى جنوب أفريقيا، إذ تتمتع محكمة العدل الدولية بتأثير كبير في تشكيل القانون الدولي، وأحكامها تؤثر على تصورات المجتمع الدولي.
وأوضحت “لذلك، فإن الاعتراف بدعوى جنوب أفريقيا قد يعزز التصور بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة”.
وأضافت : ليس من المستبعد أن تصدر المحكمة حكماً ضد إسرائيل، وتحكم بأن عملياتها تنتهك حقوق الإنسان التي تحميها اتفاقية الإبادة الجماعية” .
ومن جهتنا نقول : إن هذا الأمر يحتاج وقفة رسمية وشعبية من الدول العربية والإسلامية والدول الداعمة للشعب الفلسطيني والموقعة على الاتفاقية تساند جنوب أفريقيا وتعضد دعواها .
وبالرغم من أن دولتي تركيا وماليزيا قد انضمتا للدعوى .. إلا أن جامعة أبوالغيط “العربية سابقاً” رفضت الانضمام لها أو دعمها وهو ما يلقي بظلال كثيفة من الشك عن دور الجامعة في خذلان العرب ومساندة العدو الصهيوني .!!
الولايات المتحدة بدورها لم تفوت الفرصة ، ليس بالوقوف بجانب المظلومين والتمسك بقيم حقوق الإنسان ، ولكن بالوقوف مع الكيان الصهيوني المغتصب على طول الخط .
فقد قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: “الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا في 84 صفحة والتي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية .. بأنها “لا أساس لها من الصحة، وتؤدي إلى نتائج عكسية، ولا أساس لها على الإطلاق في الواقع”.
فنصب نفسه قاضياً ومحامياً عن الكيان الصهيوني بالرغم من أن الكيان الصهيوني التزم بالمثول أمام محكمة العدل الدولية ، وتناسى هذا المتصهين القيم الإنسانية التي حرّكت جنوب أفريقيا تجاه ما يحدث لأهل غزة من قتل وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ، لكن هؤلاء أعمتهم هزيمة الكيان اللقيط في السابع من أكتوبر وتجرعه مرارة الهزيمة على يد مقاومين محاصرين منذ عقود .
فإن كانت الولايات المتحدة تصر على الوقوف بجانب الكيان المجرم .. فإننا على يقين من صدق قوله سبحانه : (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف:21).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

More To Explore

Scroll to Top